كنز الفوائد - ج ١

أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي الطرابلسي

كنز الفوائد - ج ١

المؤلف:

أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي الطرابلسي


المحقق: الشيخ عبدالله نعمه
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩١
الجزء ١ الجزء ٢

٢٢ ـ الغاية في الأصول في حدوث العالم وإثبات محدثه.

٢٣ ـ رياضة العقول في مقدمات الأصول.

٢٤ ـ الراشد أو (الرائد) المنتخب من غرر الفوائد وهو كتاب الأمالي للشريف المرتضى.

٢٥ ـ جواب رسالة الأخوين ، يتضمن الرد على الأشعرية وفساد أقوالهم وطعنهم على الشيعة.

٢٦ ـ عدة البصير أو (المصير) في حجج يوم الغدير (١) ، عمله بطرابلس للشيخ أبي الكتائب ابن عمار.

٢٧ ـ التعجب في الأمانة من أغلاط العامّة ، وهو مطبوع في آخر كنز الفوائد في ربيع الأوّل سنة ١٣٢٢ ه وعدد صفحاته ٦٩ صفحة.

٢٨ ـ الاستنصار في النصّ على الأئمّة الأطهار ، وهو مطبوع مع كتاب مقتضب الأثر للعياشي أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن الحسن بن عيّاش المتوفّى سنة ٤٠١ ه ، وقد طبع سنة ١٣٤٦ ه في النجف في المطبعة العلوية عن نسخة كانت في مكتبة المرجع مبرزا محمّد حسن الشيرازي المتوفّى سنة ١٣١٢ وكانت كتابتها قبل سبعة قرون سابقة على طباعتها.

٢٩ ـ معارضة الأضداد باتفاق الأعداد.

٣٠ ـ المسألة القيسرانية في تزويج النبيّ صلّى اللّه عليه وآله عائشة وحفصة.

٣١ ـ المسألة التبانية في فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) على جميع البرية سوى سيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.

٣٢ ـ مختصر تنزيه الأنبياء ، والأصل للشريف المرتضى.

٣٣ ـ الانتقام ممن عذل أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو النقض على ابن شاذان الأشعري فيما أورده في آية النار.

٣٤ ـ الفاضح في ذكر معاصي المتغلبين على مقام أمير المؤمنين لم يتم.

_________________

(١) قال النوريّ في المستدرك ج ٣ صلى الله عليه وآله وسلم ٤٩٨ : هذا كتاب مفيد يختص باثبات أمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) في يوم الغدير ، جزء واحد مائتا ورقة ، بلغ الغاية فيه (الغدير ج ١ صلى الله عليه وآله وسلم ١ ٥٥).

٢١

٣٥ ـ مزيل اللبس ومكمل الانس.

٣٦ ـ نظم الدرر في مبنى الكواكب والصور ، يتضمن ذكر أسماء الكواكب المسماة على ما نطقت به العرب وأهل الرصد.

٣٧ ـ إيضاح السبيل إلى علم أوقات الليل.

٣٨ ـ كتاب في الحساب الهندي وأبوابه وعمل الجذور والمكعبات.

٣٩ ـ معدن الجواهر ورياضة النواظر ، في الآداب والحكم وممّا روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) (١).

٤٠ ـ رياضة الحكم ، عارض فيه ابن المقفع. (٢)

٤١ ـ موعظة العقل ، عملها لنفسه.

٤٢ ـ التعريف بوجوب حقّ الوالدين ، عملها لولده موسى

٤٣ ـ إذكار الاخوان بوجوب حقّ الأيمان ، أنقذها إلى الشيخ الأجل أبي الفرج البابلي. (٣)

٤٤ ـ نصيحة الأخوان ، أنقذها إلى الشيخ أبي اليقظان.

٤٥ ـ التحفة في الخواتيم.

٤٦ ـ الرسالة العلوية في تفضيل أمير المؤمنين (عليه السلام) على سائر البرية سوى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عملها للشريف أبي طالب. وهو على الظاهر نفس كتاب التفضيل المذكور سابقا ، وفيه يروي عن ابن مندة (٤) حديث الطائر

_________________

(١) رواه عنه تلميذه الفقيه أبو عبد اللّه الحسين بن هبة اللّه الطرابلسي ، انظر الطبقات ٥ صلى الله عليه وآله وسلم ١ ٧٩ وترجمه إلى الفارسية الشيخ عبّاس القمّيّ المحدث المعروف.

(٢) هو عبد اللّه بن المقفع البليغ المشهور مترجم كتاب كليلة ودمنة.

(٣) يحمل أن يكون البابلي هذا نسبة إلى قرية البابلية العاملية أو القرية المذكورة نسبة إليه وهي تقع جنوبي مدينة صيداء قريبة من بلدة الصرفند.

(٤) هو أبو الحسن عليّ بن الحسن بن مندة ، روى عنه الكراجكيّ سنة ٤٣٦ ه في طرابلس حديث الطائر المشوي في كتابه تفضيل علي على غيره ، وقال أنّه روى ابن مندة رواية الطير المشوي عن شيخه الحسين بن يعقوب البزاز سنة ٣٧٠ ه. عن (الطبقات ج ٢ صلى الله عليه وآله وسلم ١ ١ ٩) انظر : الحياة الثقافية في طرابلس صلى الله عليه وآله وسلم ٢٨١.

٢٢

المشوي ، توجد فيه نسخة ضمن مجموعة في مكتبة مجد الدين صدر الأفاضل في طهران. كما يبدو انه عملها للشيخ أبي طالب ابن عمار ، لا للشريف ابن طالب.

٤٧ ـ الجليس شبيه الكشكول في خمسة أجزاء في خمسمائة ورقة.

٤٨ ـ انتفاع المؤمنين بما في أيدي السلاطين ، عملها للأخوان حرسهم اللّه بصيداء.

٤٩ ـ الأنيس ، يقع في ألفي ورقة ، وهو مبوب في كل فن ، مات ولم يتمه.

٥٠ ـ مختصر ابن جذاع في ذكر المعقبين من ولد الحسن والحسين (عليهم السلام) في الأنساب

٥١ ـ الزاهد في آداب الملوك ، عمله للأمير صارم الدولة ذي الفضيلتين.

٥٢ ـ كنز الفوائد ، وهو مطبوع سنة ١٣٢٢ ه (١).

٥٣ ـ تسلية الرؤساء عملها للأمير ناصر الدولة.

٥٤ ـ التأديب عمله لولده.

٥٥ ـ المجالس في مقدمات صناعة الكلام ، أمر بعملها الأمير صارم الدولة ولم يتم.

٥٦ ـ الاقناع عند تعذر الإجماع في مقدمات الكلام ولم يتم.

٥٧ ـ الكفاية في الهداية في مقدمات أصول الكلام ولم يتم.

٥٨ ـ الأصول إلى مذهب آل الرسول ، يتضمن الأخبار بالمذهب من غير أدلة ، عملها للاخوان بصور سنة ٤١٨ ه أو سنة ٤١٦.

٥٩ ـ البيان عن دلالة شهر رمضان ، يتضمن نظرة القول بالعدد في معرفة أوائل الشهور ، عمله بالرملة لقاضي القضاة.

_________________

(١) عمله لابن عمه ، صرّح بذلك الطهرانيّ في الذريعة ج ١ ٨ صلى الله عليه وآله وسلم ١ ٦١ من دون ذكر اسمه. وقال :انه كبير في خمسة أجزاء. لكن الموجود منه حسب النسخة المطبوعة جزء ان فقط ، وهذا يعود إما لسقوط طائفة كبيرة منه ، وإمّا للاختلاف بين المطبوع والأصل في الترتيب والتقسيم.

٢٣

٦٠ ـ جواب الرسالة الحازمية في إبطال العدد وتثبيت الرؤية ، وهي ردّ على أبي الحسن بن أبي حازم المعري.

٦١ ـ الرسالة العامرية في الجواب عن مسألة سألت عنها الغلاة ، أمر بعملها الأمير قوام الدولة وأنفذها. إلى العامري ، عملت بالقاهرة.

٦٢ ـ مختصر القول في معرفة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله بالكتابة وسائر اللغات ، عمله بالقاهرة لأبي اليقظان.

٦٣ ـ مختصر طبقات الورّاث ، عمله للمبتدئين بطرابلس.

٦٤ ـ المدهش سأله في عمله سائل ، ولا نعرف موضوعه.

٦٥ ـ الرسالة الصوفية ، سأله عملها بعض الإخوان.

٦٦ ـ الإيضاح عن أحكام النكاح ، أمر بعمله الأمير ذخر الدولة بصيدا ، في سنة ٤٤١ ه في جزء واحد يحرر فيه الخلاف بين الإماميّة والإسماعيلية.

٦٧ ـ التنبيه على أغلاط أبي الحسن البصري في فصل ذكره في الإمامة.

٦٨ ـ الباهر في الاخبار.

٦٩ ـ نصيحة الشيعة لم يتم.

٧٠ ـ مسألة العدل في المحاكمة إلى العقل لم يتم.

٧١ ـ هداية المسترشد لم يتم.

٧٢ ـ الفهرست. وينقل عنه السيّد ابن طاوس في آخر كتاب (الدروع الواقية) عند ذكره جعفر بن أحمد القمّيّ قال ما لفظه : ذكر الكراجكيّ في كتاب الفهرست أنّه صنف ٢٢٠ كتابا بقم والري (١) كما ينقل عنه في لسان الميزان في أكثر من مورد.

٧٣ ـ رسالة في الخلاء والملاء ، وهي ممّا احتوى عليه كنز الفوائد.

٧٤ ـ رسالة في الرد على الغلاة ، وهي ممّا تتضمنه كنز الفوائد.

_________________

(١) الطبقات ٥ صلى الله عليه وآله وسلم ١ ٧٩.

٢٤

٧٥ ـ رسالة في الرد على المنجّمين ، وهي ممّا احتواه كنز الفوائد ، ولكنها من النصوص المفقودة لم تطبع في الكنز ، إلّا أن السيّد ابن طاوس في كتابه النجوم نقل عن كنز الفوائد قطعة كبيرة يحتمل أن تكون من هذه الرسالة.

٧٦ ـ الرحلة ، أشار إليها ابن أبي طيّ في فهرسته في ترجمة القاضي الحسين بن بشر بن علي الطرابلسي ، له مناظرة مع الخطيب البغداديّ ذكرها الكراجكيّ في رحلته ، وقال : حكم له على الخطيب بالتقدم في العلم ، وأشار إلى هذا في لسان الميزان ج ٢ صلى الله عليه وآله وسلم ٢٧٥ نقلا عن ابن أبي طيّ.

٧٧ ـ الاعلام بحقيقة إسلام أمير المؤمنين عليه السلام ، وهي ممّا تضمنه كنز الفوائد.

٧٨ ـ رسالة كتبها إلى بعض الإخوان تتضمن كلاما في وجوب الإمامة.

٧٩ ـ رسالة في جوابه عن سؤال ورد إليه عن الحجّ ، وهي ممّا تتضمنه كنز الفوائد.

٨٠ ـ كتاب البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان ألفها سنة ٤٢٧ ، وهي ممّا تضمنه كنز الفوائد.

٨١ ـ كتاب النوادر.

٨٢ ـ كتاب الإبانة عن المماثلة في الاستدلال بين طريق النبوّة والإمامة.

٨٣ ـ المزار وهو مختصر في زيارة إبراهيم الخليل (عليه السلام)

٨٤ ـ شرح جمل العلم للشريف المرتضى.

٨٥ ـ كتاب النصوص ، ولعله كتاب الاستبصار في النصّ على الأئمة الأطهار الذي مر ذكره.

٨٦ ـ الأخبار في الآحاد.

٨٦ ـ الوزيري.

٨٧ ـ المشجر.

٢٥
٢٦

هذا الكتاب

إذا كان هناك كتاب يطابق اسمه مسماه ، ويعبر عنوانه عن حقيقته تعبيرا صادقا عن واقع محتواه ، فهو هذا الكتاب (كنز الفوائد) ودون مبالغة وتجوز.

وما على القارئ ليدرك صحة هذا القول ، إلّا ان يقلب صفحاته ، ويمعن في قراءته ودراسته ، فإنه سيخرج = بعد هذا = دون ريب بهذه الحقيقة التي أشرنا إليها ، وسيجد بين يديه ثروة متنوعة دسمة من المعرفة ، من أنواع الفكر والثقافة والتاريخ والأدب ، مما لم يجده في سواه ، تتفق مع مستويات القراء الثقافية المختلفة.

فهو ينبوع معين ، تأخذ منه وتستفيد مختلف الطبقات ، وعلى مختلف اتجاهاتهم العلمية والثقافية.

ويمتاز بالإضافة إلى ذلك في تناوله أمّهات مسائل إسلامية وفلسفية بالبحث والدراسة العميقة ، ويسهب في عرضها ومناقشتها ، وتفنيد ما حولها من آراء أخرى ، ويدلي بالأدلة والبراهين العقليّة والعلمية على صحة ما يذهب إليه.

كما يمتاز بأسلوبه الواضح الخلو من التعقيد ، حتى في أدق المسائل الفكرية التي عرضها في كتابه وناقشها ، كمسألة حدوث العالم ، ومسألة الحال التي يقول بها المعتزلة ، ومسألة الكسب الأشعرية ، والمسائل الخلافية بين الشيعة والسنة ، كالإمامة والعصمة وسواها. يناقش كل ذلك بدقة وعمق ووضوح.

ويمتاز أيضا أنّه قد ضم بين دفتيه موضوعات فلسفية وكلامية وأدبية

٢٧

وفقهية ، وتاريخية وتفسيرية ، وغير ذلك من حكم ومواعظ وتعاليم. أتى عليها بروح عالم يقدر المسؤولية ، وذي طبيعة ثقافية جياشة ، وباحساس المفكر العالم الذي يريد للمعرفة أن تشمل ، وللحقيقة أن تبرز ، وللباطل أن يزهق.

انه مجموعة من مواضيع شتّى علمية وفلسفية وغيرهما ، لا يكتفي بعرضها عرضا عابرا ، بل يحرص على تقريرها ونقدها ، وعلى بيان ما فيها من صحة وفساد.

وقد كان هناك مفكرون وضعوا مجاميع سبقت عصر الكراجكيّ أو تأخرت عنه ، كتلك المؤلّفات التي تعرف بالأمالي ، أو التي تعرف (بالكشكول) في العصور المتأخرة عن الكراجكيّ ، لكنها لم ترتفع إلى مستوى هذا الكتاب (كنز الفوائد) لأن غالبها ذو لون واحد ، وذو اتجاهات معينة ، فبعضها كان الغالب عليه التاريخ ، وبعضها كان فقهيا ، وبعضها كان أدبيا ، وبعضها الآخر جمع بين هذا وهذا ، إلّا أنّه كان الغالب فيها السرد والغرض دون مناقشة علمية أو بحث موضوعي.

وميزة أسلوب الكراجكيّ في هذا الكتاب أسلوب تعليمي ، ومن هنا تجده يسهب أحيانا كثيرة في بيان ما يريد وفي مقام النقد والمناقشة.

وإن كثيرا من آرائه هي آراء شخصية خاصّة به ، لا تمثل الوجهة الشيعية بصورة واضحة وبخاصّة تلك المواضع الكثيرة التي تختلف فيها وجهات النظر والاجتهاد ، كما في كثير من تفسير الآيات والأحاديث.

كما أن كثيرا ممّا يرويه لا يمكن الاعتماد عليه وبخاصّة فيما يتعلق بالخوارق ، ولكن الرجل ناقل عن غيره (وناقل الكفر ليس بكافر) كما يقال.

وهذا الكتاب يعكس اهتمامات العلماء والمفكرين في المسائل المطروحة في عصرهم ، والتي أخذت كثيرا من جوانب تفكيرهم ، وكانت محور نزاعاتهم ومناظراتهم.

وقد ضمن المؤلّف كتابه (كنز الفوائد) بعض رسائله ، فأدرجها فيه ، من ذلك :

٢٨

١ ـ مختصر من الكلام في أن للحوادث أولا.

٢ ـ القول المبين عن وجوب المسح على الرجلين ، وهي رسالة كتبها إلى أحد الأخوان.

٣ ـ البيان عن جمل اعتقاد أهل الإيمان ، وهي رسالة كتبها إلى أحد الاخوان.

٤ ـ كتاب الإعلام بحقيقة إسلام أمير المؤمنين عليه السلام ، كتبه لبعض الإخوان.

٥ ـ المقدمات في صناعة الكلام.

٦ ـ رسالة في وجوب الإمامة ، كتبها لبعض الإخوان.

٧ ـ مختصر التذكرة بأصول الفقه ، استخرجها لبعض الإخوان من كتاب أستاذه الشيخ المفيد.

٨ ـ البرهان على صحة طول عمر صاحب الزمان ، كتبها سنة ٤٢٧.

٩ ـ الرد على الغلاة.

١٠ ـ رسالة في جوابه عن سؤال ورد إليه عن الحجّ.

* * * *

لقد كانت النسخة المطبوعة سنة ١٣٢٢ سقيمة جدا ، وكثير من الكلمات فيها غير واضح ، لكن حافظت على نص كلام المؤلّف كما هو بقدر الإمكان ، إلا في المواضع غير الواضحة ، فصححتها ووضعتها بين قوسين ، وإلّا في المواضع التي لم يتضح المراد منها ، فوضعت مكانها ثلاث نقط.

ونجد شطرا كبيرا من مؤلّفاته قد وضعه بطلب من بعض شخصيات عصره ، من علماء وأمراء وقضاة وغيرهم في مواضيع فقهية وغيرها.

فقد ألف للأمير ناصر الدولة بدمشق ، الرسالة الناصرية في عمل ليلة الجمعة ويومها ، وكتاب تسلية الرؤساء.

وألف للأمير صارم الدولة ذي الرئاستين بطبرية (المنسك العضبي) و (المنسك اللطيف في مناسك النسوان) ، و (المنهاج إلى معرفة مناسك الحاجّ) و

٢٩

(الزاهد في آداب الملوك) ، و (المجالس في مقدمات صناعة الكلام) لم يتم.

وألف للشيخ الجليل أبي الكتائب أحمد بن محمّد بن عمّار بطرابلس ، نهج البيان في مناسك النسوان ، بطلب منه ، وعدة البصير (أو المصير) في حجج يوم القدير.

وألف للشيخ الأجل أبي الفرج البابلي ، كتاب (إذكار الأخوان بوجوب حق الإيمان).

وألف للقاضي أبي طالب عبد اللّه بن محمّد بن عمار ، كتاب (البستان في الفقه) والرسالة العلوية في تفضيل أمير المؤمنين على سائر البرية سوى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).

وألف للقاضي أبي الفتح عبد الحاكم ، كتاب (الاستطراف فيما ورد في الفقه من الأنصاف).

وألف بالقاهرة للشيخ أبي اليقظان ، كتاب (نصيحة الإخوان) ، ومختصر القول في معرفة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله بالكتابة وسائر اللغات.

وألف بالقاهرة أيضا للعامري ، الرسالة العامرية في الجواب عن مسألة سألت عنها الغلاة. وأمره بعملها الأمير قوام الدولة.

وألف بصيداء سنة ٤٤١ ه بأمر الأمير ذخر الدولة ، (كتاب الإيضاح عن أحكام النكاح) في جزء واحد ، يحرر فيه الخلاف بين الإماميّة والإسماعيلية.

وألف للقائد أبي البقاء فرز بن براك بسؤال منه كتاب المقنع للحاج والزائر.

ونجد إلى جانب ذلك أن فهرست مؤلّفاته قد اشتمل على مؤلّفات وضعها في الرد على المخالفين ، من ذلك :

١ ـ ردع الجاهل وتنبيه الغافل ، وهو نقض كلام أبي المحاسن المعري الذي نقض به على الشريف المرتضى في المسح على الرجلين في مسألة الوضوء ، ألفه بطرابلس.

٢ ـ نقض رسالة فردان المروزي في الجزء ، وهي المسألة الفلسفية في قضية الجزء الذي لا يتجزأ.

٣٠

٣ ـ غاية الإنصاف في مسائل الخلاف ، وهو نقض على أبي الصلاح الحلبيّ من فقهاء الشيعة في مسائل خلافيّة بينه وبين الشريف المرتضى ، نصر فيها رأي المرتضى.

٤ ـ دامغة النصاري ، وهي ردّ كلام أبي الهيثم النصراني فيما رامه من تثبيت الثالوث والاتّحاد.

٥ ـ جواب رسالة الأخوين ، في الرد على الأشعرية وفساد أقوالهم وطعنهم على الشيعة.

٦ ـ الانتقام ممن عذل أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وهو النقض على ابن شاذان الأشعري فيما أورده في آية الغار.

٧ ـ جواب الرسالة الحازمية في إبطال العدد وتثبيت الرؤية ، وهي ردّ على أبي الحسن بن أبي حازم المصري.

التنبيه على أغلاط أبي الحسن البصري في فصل ذكره في الإمامة.

٩ ـ رسالة في الرد على الغلاة.

١٠ ـ رسالة في الرد على المنجّمين.

٣١
٣٢

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وبه نستعين فإنه خير معين

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وصلى الله على سيدنا محمد رسوله خاتم النبيين وآله الطاهرين.

مختصر من الكلام في أن للحوادث أولا

اعلم أيدك الله أن من الملحدة فريقا يثبتون الحوادث ومحدثها ويقولون إنه لا أول لوجودها ولا ابتداء لها.

ويزعمون أن الله سبحانه لم يزل يفعل ولا يزال كذلك وأن أفعاله لا أول لها ولا آخر فقد خالفونا في قولهم إن الأفعال لا أول لها إذ كنا نعتقد أن الله تعالى ابتدأها وأنه موجود قبلها ووافقونا بقولهم لا آخر لها لأنهم وإن ذهبوا إلى بقاء الدنيا على ما هي عليه واستمرار الأفعال فيها وأنه لا آخر لها فإنا نذهب في دوام الأفعال إلى وجه آخر وهو تقضي أمر الدنيا وانتقال الحكم إلى الآخرة واستمرار الأفعال فيها من نعيم الجنة الذي لا ينقطع عن أهلها وعذاب النار الذي لا ينقضي عن المخلدين فيها (١) فأفعال الله عز وجل من هذا الوجه لا آخر لها.

_________________

(١) وذهب الجهم بن صفوان المقتول في تستر في أواخر حكم بني أميّة قتله سالم بن أحوز المازني ، ذهب إلى القول بأن حركات أهل الخلدين (الجنة والنار) تنقطع ، والجنة والنار تفنيان بعد دخول أهلهما فيها ، وتلذذ أهل الجنة بنعيمها وتألم أهل النار بجحيمها ، متعللا بأنّه لا يتصور حركات لا تتناهى آخرا كما لا تتصور حركات لا تتناهى أولا ، وحمل ما دل على التخليد في كلام اللّه على المبالغة والتأكيد دون الحقيقة ، ومستشهدا بقوله تعالى (خالدين فيها ما دامت =

٣٣

وهؤلاء أيدك الله هم الدهرية القائلون بأن الدهر سرمدية لا أول له ولا آخر وأن كل حركة تحرك بها الفلك فقد تحرك قبلها بحركة من غير نهاية وسيتحرك بعد بحركة بعدها حركة لا إلى غاية وأنه لا يوم إلا وقد كان قبله ليلة ولا ليلة إلا وقد كان قبلها يوم ولا إنسان إلا أن يكون من نطفة ولا نطفة تكونت إلا من إنسان ولا طائر إلا من بيضة ولا بيضة إلا من طائر ولا شجرة إلا من حبة ولا حبة إلا من شجرة.

وأن هذه الحوادث لم تزل تتعاقب ولا تزال كذلك ليس للماضي فيها بداية ولا للمستقبل فيها نهاية وهي مع ذلك صنعة لصانع لم يتقدمها وحكمة من لم يوجد قبلها وأن الصنعة والصانع قديمان لم يزالا (١) تعالى الله الذي لا قديم سواه وله الحمد على ما أسداه من معرفة الحق وأولاه. وأنا بعون الله أورد لك طرفا من الأدلة على بطلان ما ادعاه الملحدون وفساد ما تخيله الدهريون.

_________________

= السماوات والأرض إلّا ما شاء ربك) ووافقه على انقطاع حركات أهل الخلدين كل من أبي الهذيل العلّاف وإبراهيم النظام من المعتزلة.

وقد فات هؤلاء أن حركات أهل الخلدين ليست لذاتها ولنفسها ، وإنّما بقاؤها بالعرض تابع لوجود المبقي وهو اللّه الحيّ الباقي.

وزاد أبو الهذيل والنظام على ذلك أن أهل الخلدين بصيرون إلى سكون دائم جمودا وتجتمع اللذات في ذلك السكون لأهل الجنة ، وتجتمع الآلام في ذلك السكون لأهل النار.

كل ذلك فرارا من وجود حوادث لا آخر لها كوجود حوادث لا أول لها ، إذ كل منهما لا يتناهى.

وقد فاتهما أن السكون كالحركة يلزم منه ما فرا ممّا يلزمهما في الحركة ، وبخاصّة أنّه أحد الأكوان الأربعة.

ولهشام بن الحكم مناظرة طريفة مع أبي إسحاق النظام حول هذه المسألة ، لم يحر النظام معه جوابا. ذكرناها في كتابنا (هشام بن الحكم) انظر صلى الله عليه وآله وسلم ٢١٥ = ٢١٦.

١ وهذا الرأي منسوب إلى كثير من الفلاسفة الإسلاميين كأبي بكر محمّد بن زكريا الرازيّ الفيلسوف والطبيب المشهور المولود عام (٣١ ١ ه).

وخلاصة هذا الرأي ان الصانع متقدم على الصنعة رتبة لا زمانا ، كتقدم العلة على المعلول الذي لا يتخلف عن علته الموجبة وقد ترجمنا له في كتابنا (فلاسفة الشيعة) ، وعرضنا فيه لرأيه في هذا الموضوع بدراسة وافية.

٣٤

دليل

مما يدل على أن الحوادث الماضية لا بد لها من أول أننا في كل وقت من أوقات زماننا بين آخر ما فيها وأول مستقبلها فقد علمنا لا محالة آخر ما مضى وهو أحد طرفيه.

ثم نحن نعلم علما لا نشك فيه أن ما يأتي من مستقبل الحوادث إلى مائة سنة يكثر عدد الماضي ويزيد فيه.

فمعلوم أنه قبل الزيادة أقل عددا منه إذا انضمت أي الزيادة إليه وهذا يدل على تناهي عدد ما مضى وحصر طرفيه لأنه لو كان لا نهاية له لم تتصور العقول دخول التكثر فيه.

وقد صح بما بيناه أن الحوادث الماضية تصير إلى مائة سنة أكثر عددا مما هي اليوم عليه. (١)

فبان بهذا تناهيها وصح أولها كما صح آخرها ويبطل مقال الدهرية فيها.

معارضة

وقد قال الملحدون إن جميع ما ذكرتموه في الماضي عائد عليكم في المستقبل لأنكم تقولون إن أفعال الله تعالى المستقبلة لا آخر لها ومع هذا فقد علمتم أولها وهو أحد طرفيها فيجب أن يكون ما يوجد إلى مائة سنة ينقص منها وإذا دخل النقصان فيها دل على تناهيها وانحصار طرفيها.

انفصال

فيقال لهم بين الماضي والمستقبل في ذلك فرق وهو أن الحوادث الماضية ليس منها إلا ما كان موجودا قبل مضيه فقد شمل جميعها حكم الوجود فوجب أن يزيد فيها كل ما يخرج إلى الوجود.

وليس المستقبل كذلك لأنها لم توجد وإنما هي في إمكان الفاعل فلا يصح فيها النقض ولا سبيل إلى القول فيها بالتناهي.

_________________

(١) يعني به اليوم الذي افترضه.

٣٥

دليل آخر على تناهي ما مضى

وهو أنه قد مضت أيام وليال ووقفنا اليوم عند آخرها فلا يخلو أن تكون الأيام أكثر عددا من الليالي أو يكون الليالي أكثر من الأيام أو يكونا في العدد سواء.

فإن كانت الأيام أكثر من الليالي تناهت الليالي لأنها أقل منها واقتضى ذلك تناهي الأيام أيضا لبطلان اتصالها قبل الليالي بغير ليال بينها فوجب على هذا الوجه تناهيهما معا.

وإن كانت الليالي أكثر من الأيام كان الحكم فيها نظير ما قدمنا من تناهي الأول فتناهي الأيام لزيادة الليالي عليها ويقتضي ذلك تناهي الليالي أيضا لفساد اتصالها قبل الأيام بغير أيام بينها فوجب على هذا الوجه الآخر تناهيهما معا.

وإن كانت الأيام والليالي في العدد سواء كان بمجموعها أكثر عددا من أحدهما بانفراده.

وهذا يشهد بتناهيهما إذ لو كان كل واحد منهما في نفسه غير متناه ما تصورت العقول عددا أكثر منه.

وقد علمنا أن الليالي مع الأيام جميعا أكثر عددا من أحدهما وهذا موضح عن تناهيهما.

وبهذا الدليل نعلم أيضا تناهي جميع ما مضى من الحركات والسكنات ومن الاجتماعات والافتراقات ومن الطيور والبيض والشجر والحب وما يجري مجرى ذلك.

معارضة

قال الملحدون هذا الكلام عائد عليكم في نعيم المؤمنين في الجنة وعذاب الكافرين في النار وقد زعمتم أن كل واحد منهما لا نهاية له ولستم تذهبون إلى أن أحدهما أكثر من الآخر فنخاطبكم بما ذكرتم ولكن نقول لكم إنهما بمجموعهما أكثر عددا من أحدهما وهذا يوجب تناهيهما جميعا وحصرهما.

٣٦

انفصال

يقال لهم هذا الذي ذكرتموه لا يصح في المستقبلات وهو لازم لكم في الماضيات لأن الأعداد إذا يضم بعضها إلى بعض بعد وجودها وحصرها وعدد الليل والنهار الماضيات فقد وجدا وانحصرا بالفراغ منهما والوقوف عند آخرهما فصح ضم بعضها إلى بعض وأمكن ما ذكرنا فيها.

والمستقبلات من نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار فأمور متوقعة لم توجد وليس لها آخر لأنها تكون دائمة بغير انقضاء وما لم يوجد من العدد فلا يصح فيه ضم بعض إلى بعض وما يتوقع حدوثه أبدا بغير نهاية لا يكون مثل ما قد حدث وكان وتناهي بإدراك آخره في كل حال.

دليل آخر

ومما يدل على أن للأفعال الماضية أولا كونها ووجودها ولو لم يكن لها أول ما صح وجودها لأنها كالعدد الذي لا يصح أن يتوالى إلا أن يكون له أول إما واحدا أو جملة يبتدأ بها تقوم مقام الواحد.

انفصال (١)

قيل لهم لا يجب ذلك من قبل أن المستقبل منوط بقدرة القادر والعاد يصح منه أن يعد ما دام حيا فإذا كان ليس لوجوده آخر صح أن ليس لعدة آخر ومع ذلك فلا بد من أن يكون لعدده أول.

دليل آخر

ومما يدل على أن الأفعال لا يصح وجودها إلا بعد أن يبتدأ بأولها أنه لو قيل لرجل لا تدخلن دارا حتى تدخل قبلها غيرها لم يصح منه دخول شيء من الدور أبدا ولم يمكن ذلك إلا بأن يبتدأ بواحدة منها.

_________________

(١) ورد هذا الانفصال أو الجواب من دون أن يذكر الاعتراض ، وهو على الأرجح سقط من قلم الناسخ.

٣٧

سؤال

فإن قالوا هذا يستحيل كما ذكرتم في المستقبل من الأفعال لأنه لا بد للمستقبلات من أول فمن أين لكم أن هذا حكم الماضيات.

جواب

قيل لهم علمنا ذلك من قبل أن الماضيات قد كانت مستقبلة قبل وجودها ومضيها فلو لم يكن لها أول ما صح وجودها.

وبعد فلو رأينا هذا الرجل الذي مثلنا به وهو يدخل دارا بعد دار فقلنا له هل كان بعد دخولك هذه الدور ابتداء حتى يقول لنا لم أبتدئ بدار منها ولا دخلت دارا حتى دخلت قبلها دورا لا تتناهى فعلمنا أنه كاذب فيما ادعى.

دليل آخر

ومما يدل على تناهي الأفعال الماضية وانحصارها وصحة طرفيها خروجها إلى الوجود على كمالها وفراغ فاعلها منها وكل شيء فعله الفاعل فقد يتوهم منه أن يفعل أمثاله وهذا وجه صحيح يدل على تناهيها وانحصار طرفيها لجواز وجود أكثر منها.

معارضة

وقد قال الملحدة هذا راجع عليكم في نعيم أهل الجنة لأن الله تعالى يقدر على أمثاله فيتناهى بوجود أكثر منه.

انفصال

فيقال لهم ومتى صحت المماثلة بين الموضعين والأفعال الماضية قد خرج جميعها إلى الوجود.

ونعيم أهل الجنة ليس له جميع يخرج إلى الوجود وإنما يوجد شيء من غير أن يوقف له على وجه آخر من الوجوه.

فإن قالوا فقد لزمكم على هذا أن يكون الله تعالى وعد أهل الجنة بنعيم لا يصلون إلى جميعه ولا ينالون سائره.

٣٨

قيل لهم قد أعلمناكم أنه لا جميع له في الحقيقة ولا سائره إذ ليس له آخر (١) والذي وعدهم الله به هو نعيم متصل غير منقطع فلو وجد حتى لا يبقى منه شيء ينتظر لكان في الحقيقة لم يف لهم بما وعده.

فإن قالوا إن الأفعال الماضية أيضا لا كل لها في الحقيقة لاستحالة حصرها.

قيل لهم ولم زعمتم ذلك وقد سلمتم لنا أنها قد دخلت في باب الوجود عن آخرها واشتمل الحدوث عليها.

مسألة على الملحدة

يقال لهم أخبرونا عن الشمس أليس لم تتحرك بحركة حتى تحركت قبلها بحركات لا نهاية لها؟

فإن قالوا بلى قيل لهم فإذا جاز أن تفرغ الحركات التي لا نهاية لها وتحركت الشمس بها كلها حتى تنتهي إلى آخرها فإلا جاز أن تتحرك بالحركات المستقبلة كلها حتى تفرغ منها وتقف عند آخرها ولا يبقى مستقبل بعدها.

فإن قالوا إن المستقبلات لا كل في الحقيقة لها.

أجابوا بمثل قولنا ثم لم ينفعهم ذلك فيما سألنا لأن الفراغ مما لا نهاية له قد صح عندهم وهو غير صحيح عندنا إذ يلزمهم تقضي المستقبلات حتى توقف عند آخرها.

فإن قالوا إن الشمس تتحرك بحركة واحدة باقية دائمة قيل لهم إنه ليس يلزمنا قبول ما لا طريق إلى فهمه ولا سبيل لمدعيه إلى إثبات علمه وهذا الذي زعمتموه دعوى عارية من برهان.

وبعد فإنا إذا لم ننازعكم في ذلك نسألكم :

فنقول ألستم معترفين بأن الشمس قد دارت الفلك قبل هذه الدورة التي هي فيها دورات لا نهاية لها

_________________

(١) في الأصل (أخرى).

٣٩

فلا بد لهم من الإقرار بذلك فيقال لهم فقد عاد الأمر إلى الفراغ مما لا نهاية له فما أنكرتم أن تنقضي دوراتها المستقبلة التي تقولون إنها لا نهاية لها ويفرغ منها حتى يقف عند آخرها كما فرغت فيما مضى وهي الآن في آخره فإن قالوا هذا مستحيل في المستقبل وهو صحيح في الماضي. قيل لهم بنظير الكلام المتقدم وهو أن الماضي قد كان مستقبلا فلو استحال أن يصير المستقبل ماضيا لاستحال في الماضي لأنه قد كان مستقبلا.

مسألة أخرى عليهم

يقال لهم أيجوز أن تدور الشمس في المستقبل دورات بعد الدورات الماضية أم لا يجوز ذلك؟

فإن قالوا غير جائز قيل لهم لم زعمتم ذلك وعندكم أنها تدور في المستقبل دورات لا نهاية لعددها أفليس في ذلك ما يفي بما قد مضى؟

فإن قالوا لا يفي به جعلوا الماضي أكثر من المستقبل وأوجبوا تناهي المستقبل. وإن قالوا إن الشمس ستدور دورات يفي عددها بما مضى أوجبوا تناهي ما مضى وقيل لهم أفيبقى من المستقبل بعد ذلك بقية؟

فإن قالوا لا أقروا بوجود الأول والآخر وأوجبوا تناهي الزمان من طرفيه وجعلوا له لدورات الشمس بداية ونهاية وهو خلاف ما ذهبوا إليه.

وإن قالوا إنه ستدور دورات يفي بما مضى ويبقى من المستقبل ما لا نهاية له أيضا لم يبق شبهة في تناهي الماضي وصح أوله وبطل مذهبهم في قدمه والحمد لله.

دليل آخر على أن للأفعال الماضية أولا (١)

مما يدل على ذلك أنه قد ثبت أن كل واحد منها محدث كائن بعد أن لم يكن ولها محدث متقدم عليها فوجب أن تكون جميعها محدثة كائنة بعد أن لم

_________________

(١) وهذا الدليل من أوضح الأدلة وأرسخها في الموضوع

٤٠